رأس المال في زمن الحروب- شجاعة غير مسبوقة في أسواق الشرق الأوسط
المؤلف: حسين شبكشي11.15.2025

مقولة عريقة تتردد على الأسماع، مفادها أن "رأس المال أشدّ جبناً من النعامة"، تعكس حقيقة راسخة، وهي أن رؤوس الأموال والاستثمارات تتوجس خيفةً من المناطق التي تعصف بها الفتن والنزاعات والحروب، وتنفر منها كالغزال المرعوب. لطالما ترسخت هذه المقولة في الأذهان كقاعدة علمية لا يختلف عليها اثنان، إلا أن الأحداث الجارية في الأسواق المالية العالمية، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، تستدعي وقفة متأنية، وتدقيقاً عميقاً، وفهماً شاملاً.
على الرغم من ألسنة اللهب التي أشعلتها إسرائيل في غزة ولبنان، والغارات التي طالت اليمن وإيران، وما نتج عن ذلك من فوضى عارمة، إلا أن الأسواق العالمية بدت وكأنها "استوعبت" هذه الصدمات الهائلة، فلم تهتز البورصات، ولم تشهد أسعار النفط والذهب ارتفاعاً جنونياً، ولم يزد سعر التأمين على الشحن التجاري البحري، كما كان معهوداً في الماضي في ظروف مماثلة.
بل على العكس تماماً، حافظت أسعار النفط والذهب على استقرارها، وواصلت الأسواق المالية مسيرتها الصاعدة، وظلت حركة الملاحة والتجارة العالمية ثابتة إلى حد كبير.
يبدو أن ما نشهده اليوم هو امتداد لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي مضت عليها سنوات، لكن الاقتصاد العالمي استطاع تجاوزها، وتحييد تأثيراتها السلبية على أسواق المال بشكل لافت. هذه الظاهرة العالمية المستجدة، والتي لم يشهدها العالم من قبل، تتنافى مع القاعدة التي تفيد بأن رأس المال يرتعد خوفاً من شبح القلق والاضطراب، فما بالك بالحروب المدمرة والدامية.
العلاقة بين الحروب والاقتصاد علاقة وطيدة، فالحروب لطالما كانت باهظة التكاليف، سواء من الناحية الإنسانية، بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات والإعاقات الجسدية والنفسية الدائمة، أو من الناحية الاقتصادية، حيث تتجلى التكلفة الاقتصادية في تدمير البنى التحتية، كالمباني والمصانع والمستشفيات والجسور والطرق، أو في الآثار غير المباشرة والخفية التي لا تظهر على الفور، ولكنها مؤثرة للغاية، ويمكن للمرء أن يستشعرها.
عندما تندلع الحروب، تتزعزع الأنظمة الاقتصادية المستقرة التي تشكلت عبر السنين، وتتعطل سلاسل الإمداد والتوريد، وتقل الأيدي العاملة، وتسود حالة من عدم اليقين الاقتصادي، وترتفع معدلات التضخم والديون الخارجية للدول المنخرطة في الصراعات، وينزح السكان من منازلهم ومصانعهم ومزارعهم، وكل ذلك يترك بصمات عميقة على الاقتصاد.
هذه هي النظرة التقليدية لتأثير الحروب على الاقتصاد، ولكن ما يحدث في روسيا وأوكرانيا، وما تلا ذلك في الشرق الأوسط، بات يجبر خبراء الاقتصاد على إعادة تقييم المسلمات السابقة، فالعالم يشهد تحولاً مفاجئاً، ويبدو أن رأس المال قد تجرع جرعة من دواء الشجاعة النادرة.
على الرغم من ألسنة اللهب التي أشعلتها إسرائيل في غزة ولبنان، والغارات التي طالت اليمن وإيران، وما نتج عن ذلك من فوضى عارمة، إلا أن الأسواق العالمية بدت وكأنها "استوعبت" هذه الصدمات الهائلة، فلم تهتز البورصات، ولم تشهد أسعار النفط والذهب ارتفاعاً جنونياً، ولم يزد سعر التأمين على الشحن التجاري البحري، كما كان معهوداً في الماضي في ظروف مماثلة.
بل على العكس تماماً، حافظت أسعار النفط والذهب على استقرارها، وواصلت الأسواق المالية مسيرتها الصاعدة، وظلت حركة الملاحة والتجارة العالمية ثابتة إلى حد كبير.
يبدو أن ما نشهده اليوم هو امتداد لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي مضت عليها سنوات، لكن الاقتصاد العالمي استطاع تجاوزها، وتحييد تأثيراتها السلبية على أسواق المال بشكل لافت. هذه الظاهرة العالمية المستجدة، والتي لم يشهدها العالم من قبل، تتنافى مع القاعدة التي تفيد بأن رأس المال يرتعد خوفاً من شبح القلق والاضطراب، فما بالك بالحروب المدمرة والدامية.
العلاقة بين الحروب والاقتصاد علاقة وطيدة، فالحروب لطالما كانت باهظة التكاليف، سواء من الناحية الإنسانية، بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات والإعاقات الجسدية والنفسية الدائمة، أو من الناحية الاقتصادية، حيث تتجلى التكلفة الاقتصادية في تدمير البنى التحتية، كالمباني والمصانع والمستشفيات والجسور والطرق، أو في الآثار غير المباشرة والخفية التي لا تظهر على الفور، ولكنها مؤثرة للغاية، ويمكن للمرء أن يستشعرها.
عندما تندلع الحروب، تتزعزع الأنظمة الاقتصادية المستقرة التي تشكلت عبر السنين، وتتعطل سلاسل الإمداد والتوريد، وتقل الأيدي العاملة، وتسود حالة من عدم اليقين الاقتصادي، وترتفع معدلات التضخم والديون الخارجية للدول المنخرطة في الصراعات، وينزح السكان من منازلهم ومصانعهم ومزارعهم، وكل ذلك يترك بصمات عميقة على الاقتصاد.
هذه هي النظرة التقليدية لتأثير الحروب على الاقتصاد، ولكن ما يحدث في روسيا وأوكرانيا، وما تلا ذلك في الشرق الأوسط، بات يجبر خبراء الاقتصاد على إعادة تقييم المسلمات السابقة، فالعالم يشهد تحولاً مفاجئاً، ويبدو أن رأس المال قد تجرع جرعة من دواء الشجاعة النادرة.
